بفضل البراق، إفريقيا تلج نادي السرعة الفائقة وإرادة قوية لتعزيز التعاون جنوب جنوب في المجال السككي

نشرفي 08 ديسمبر 2018

الاجتماع 93 للجمعية العامة للاتحاد الدولي للسكك الحديدة

انعقدت يوم الجمعة 7 دجنبر 2018 بباريز الدورة 93 للجمعية العامة للاتحاد الدولي للسكك الحديدية بمساهمة أكثر من 180 مشارك من كبار مسؤولي شبكات السكك الحديدية عبر العالم. وقد تضمن جدول الأعمال تقديم تقرير عن الأنشطة المنجزة سنة 2018 واعتماد برنامج عمل 2019.

وخلال هذا الاجتماع، أكد المشاركون بالإجماع على أن الحدث التاريخي البارز الذي طبع عالم السكك الحديدية هذه السنة يكمن في ولوج إفريقيا نادي السرعة الفائقة، بفضل المشروع المندمج للقطار المغربي فائق السرعة "البراق" الرابط الدار البيضاء بطنجة والذي دشنه رسميا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في 15 نونبر ودخل الخدمة التجارية في 26 نوفمبر 2018.

وفي هذا السياق، قدم السيد محمد ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية ورئيس الاتحاد الدولي للسكك الحديدة – فرع إفريقيا، نظرة عامة حول الرهانات والتحديات والانجازات التي ميزت هذا المشروع الضخم بالقارة الإفريقية (البشرية والتقنية والتكنولوجية والبيئية والاجتماعية وكذا الخاصة بتحرير الوعاء القاري اللازم والجانب اللوجستيكي)، بالإضافة إلى تأثيراته الإيجابية المتعددة الجوانب. كما أشار إلى أنه مواكبة لقطار 'البراق'، أنجز المكتب مشاريع مهيكلة بهدف مواصلة تحديث الشبكة الحالية والرفع من قدرتها ومتانتها والتي دخلت هي الأخرى حيز الاستغلال، معززة بتشييد محطات من "الجيل الجديد" تعتبر مراكز للحياة متعددة الوظائف والخدمات مع تحسين الولوجيات.

وفي ختام المناقشات الهامة، حرص المشاركون على تهنئة المغرب على هذه الانجازات المتميزة والطفرة النوعية المسجلة في قطاع السكك الحديدية الوطنية، والتي مكنته من تحقيق طفرة نوعية جهويا وعالميا: فهو الدولة الثامنة عشرة عالميا التي تتوفر على هذه التكنولوجيا الحديثة، محتلة المرتبة السادسة من حيث سرعة التشغيل التجاري (320 كم / ساعة) والمرتبة التاسعة على مستوى الرقم القياسي العالمي بـ 357كم / ساعة.

هذا، وتجدر الإشارة إلى أنه على هامش أشغال الجمعية العامة للاتحاد الدولي للسكك الحديدة، ترأس السيد محمد ربيع لخليع الدورة الخامسة عشرة للاتحاد الدولي – فرع إفريقيا والتي حضر أشغالها مسؤولي أكثر من عشرة شبكات سككية يمثلون مختلف جهات القارة. وقد قدمت خلال هذا اللقاء حصيلة إنجازات أنشطة السنة الجارية بالإضافة إلى عرض تفصيلي عن المبادرات والإجراءات التي تم اعتمادها خلال السنوات الخمس الأخيرة والتي تعكس الجهود المبذولة لإعطاء دفعة جديدة للسكك الحديدية بإفريقيا. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم تنظيم عشرات اللقاءات والتظاهرات والمؤتمرات بشأن قضايا آنية بالنسبة للشبكات الإفريقية حضرها أكثر من 1600 مشارك يمثلون 25 دولة إفريقية والتي سخر لها ما يفوق 150 خبيرا. كما أنجزت دراستين استشرافيتين ونظمت بالرباط 10 دورات تكوينية لفائدة حوالي 200 من مسؤولي الشبكات الإفريقية والتي أشرف عليها خبراء دوليين ومن المكتب الوطني للسكك الحديدية...

وعلى ضوء هذه الحصيلة الإيجابية التي قوبلت بكامل الارتياح، طالب أعضاء الاتحاد الدولي للسكك الحديدية – فرع إفريقيا من الرئيس على مواكبة هذا العمل المثمر بهدف تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب وإعطاءه زخما جديدا والمساهمة في تطوير النمط السككي حتى يلعب على أكمل وجه دوره الكامل في مسلسل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للقارة الإفريقية.

وبعد نقاش مثر ومستفيض، اعتمد مسؤولي الشبكات الإفريقية برنامج عمل طموح ومتنوع لسنة 2019 سيتم تنزيله بمعدل إجراء في الشهر. وتغطي هذه الإجراءات مجالات اهتمام شبكات السكك الحديدية الإفريقية، انطلاقا من تحيين الاستراتيجية المسطرة في أفق 2040، مرورا بتنظيم مؤتمرات وتظاهرات قارية وتعزيز التعاون الثنائي بين الشبكات، إلى إنجاز دورات تكوينية بالمغرب على غرار الدورات السالفة.

وعلى هامش هذا الاجتماعات، عقد  السيد  محمد  ربيع  لخليع جلسة عمل مع مسؤولي كل من الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (NEPAD : Nouveau partenariat pour le développement de l'Afrique)  وبعض شبكات السكك الحديدية الإفريقية والتي شكلت فرصة سانحة لدراسة الإجراءات التي من شأنها إعطاء دفعة جديدة لتعزيز التعاون الثنائي ومع الهيئات ذات الصلة. وقد  تقرر تقوية التنسيق مع الهياكل المختصة بالاتحاد الإفريقي من خلال المساهمة الفعالة في أنشطة ومشاريع السكك الحديدية، كالدراسة الاستشرافية المتعلقة بالمخطط المديري لتشييد شبكة للسرعة الفائقة كمشروع رائد في الاستراتيجية الواعدة في أفق 2063 التي سطرها رؤساء الدول والحكومات بالاتحاد الإفريقي خلال القمة 24 المنعقدة بأديس أبابا بإثيوبيا في عام 2015.

وأخيرًا، تجدر الإشارة إلى أن هذا التموقع للمكتب على المستوى الدولي والإقليمي يتماشى مع السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لتعزيز التعاون جنوب – جنوب وتحسين تموقع القارة الإفريقية وقدرتها التنافسية على الساحة الدولية.